لن أنسى تلك الليلة التي أَسلمَ فيها جدي الروح. كان أَبي وأَعمامي يحيطون بالسرير الذي رقد فيه، وعيونهم شاخصةٌ إليه، والحزن يتسرَّب منها متعثرًا بأهدابها الندية. في حين كانت أُمّي وزوجات أعمامي جالساتٍ واجماتٍ في مؤخَّر الغرفة والدموع تسيل بصمتٍ من عيونهن. أما نحن...
Stories قصص
أوان الرحيل مجموعة قصصية للدكتور علي القاسمي
أوان الرحيل مجموعة قصصية للدكتور علي القاسمي
البحث عن قبر الشاعر البياتي قصة قصيرة بقلم الدكتور علي القاسمي
البحث عن قبر الشاعر البياتي د. علي القاسمي في أوائل شهر تشرين الثاني/ أكتوبر، سافرتُ من مقرّ عملي في المغرب إلى سورية للمشاركة في مؤتمر مجمع اللغة العربيّة في دمشق وتقديم دراسة تتناول بنوك المصطلحات المفهوميّة وبنوك المصطلحات اللفظيّة والمفاضلة بينهما. كان المؤتمر...
الجريمة الكاملة
وفي ثورة غضبي العارمة، عزمتُ على الانتقام من هذه المرأة. قرَّرتُ أن أقتلها شرَّ قتلة. صمَّمت على تصفيتها جسدياً وإلغاء حياتها، انتقاماً للألم الذي سبَّبتْه لي، والإهانة التي ألحقـتْها بي، ظلماً وعدواناً.وبعد أن هدأتْ أعصابي بعض الشيء، وقلَّبتُ الأمر برويَّةٍ وأناة،...
الحجّ – قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي
الحجّ - قصة قصيرةفي أواسط السبعينيّات، كنتُ أُستاذاً في جامعة الرياض. وصلتني، ذات يوم، برقيَّةٌ مقتضبةٌ من والدي يَطلب مني التّوجُّه إلى مكَّة المكرَّمة لأداء فريضة الحجِّ معه. كان يُسعدُني أنْ أراه، بعد كلِّ سنين الفراق الطويلة، بسبب خوفي من دخول وطني.بيدَ أنَّ...
الحج قصة قصيرة بقلم الدكتور علي القاسمي
الحجّ - قصة قصيرة نقلا عن موقع النور د. علي القاسمي في أواسط السبعينيّات، كنتُ أُستاذاً في جامعة الرياض. وصلتني، ذات يوم، برقيَّةٌ مقتضبةٌ من والدي يَطلب مني التّوجُّه إلى مكَّة المكرَّمة لأداء فريضة الحجِّ معه. كان يُسعدُني أنْ أراه، بعد كلِّ سنين الفراق الطويلة،...
الحذاء الإنكليزي – قصة قصيرة
نقلا عن موقع صحيفة المثقفالحذاء الإنكليزيد. علي القاسميقبل أكثر من سبعين عاماً، كانت بريطانيا هي الدولة العظمى ذات النفوذ السياسي والاقتصادي في الشرق العربي، وتُلقَّب بالإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها. وكانت منتجاتها الصناعية رائجةً في أسواقنا، وجامعاتها...
الحنش أو المجابهة قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي
الحنش أو المجابهةد. علي القاسمينقلا عن موقع صحيفة المثقفدخلتْ منظِّفةُ المنزل عليَّ في مكتبي في الطابق العلويّ، دون أن تطرق الباب، وقد ارتعدتْ فرائصهاً، وامتقع وجهها، وارتعش جسدها، وارتجفتْ يداها؛ وقالت بصوتٍ متهدِّجٍ، وأنفاسٍ متقطّعة:ـ ثَمّة ... حنش ... في البيت.لم...
الخَطَـر – قصة قصيرة
سرى الخبر في بلدة \"العريقة\" بسرعةٍ مَهُولةٍ كما تسري النّار في هشيم حَلفاءَ جافةٍ، على حدِّ تعبير الدكتور عبد الحكيم، الطبيب الوحيد في البلدة، الذي لاحظ أنَّ الناس أخذوا ينتقلون مسرعين مذعورين من زقاقٍ إلى زقاقٍ، ومن منزلٍ إلى منزلٍ، ومن حارة إلى حارة، لإبلاغ النبأ...
الخَطَـر قصة قصيرة بقلم الدكتور علي القاسمي
\" نقلاً عن صحيفة المثقف\". الخَطَـر د. علي القاسمي سرى الخبر في بلدة \"العريقة\" بسرعةٍ مَهُولةٍ كما تسري النّار في هشيم حَلفاءَ جافةٍ، على حدِّ تعبير الدكتور عبد الحكيم، الطبيب الوحيد في البلدة، الذي لاحظ أنَّ الناس أخذوا ينتقلون مسرعين مذعورين من زقاقٍ إلى زقاقٍ،...
الخوف -قصة قصيرة
خلَّفتُ صخبَ المدينة وأدرانَها ورائي وأتيتُ أنشدُ رحابةَ البحر وصفاءَه. فقد شعرتُ، عصر ذلك اليوم، وأنا أجوب شوارعها باحثاً عن عمل، بأنّ طرقاتها قد ضاقتْ، وأخذتْ بناياتها الشاهقة تُطبِق عليَّ من الجانبيْن. وأحسستُ بصعوبةٍ في التنفُّس وبشيءٍ ما في صدري، يسبّب لي أَلَماً...
الخيانة والانتقام قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي
الخيانة والانتقامد. علي القاسمينقلا عن صحيفة المثقفحدّثني صاحبي وهو يلوك كلماته بتؤدة وتلَذُّذ كما لو كان يتلمَّظ قطعة شوكولاتة فرنسية فاخرة نادرة المذاق رآها في واجهة إحدى المحلات بباريس، فقال:في ذلك الصيف الذي لن يتكرّر، كنتُ قد اخترت باريس ملاذاً لي، واكتريتُ...
الدرس الأول قصة قصيرة للدكتور علي القاسمي
قصة قصيرة الدَّرسُ الأَوَّلنقلا عن موقع النورد. علي القاسميسأُحدِّثك عن ما وقع لي في اليوم الأَوَّل من الدراسة، إذ ما زلتُ أَحتفظ بتلك الواقعةِ حيَّةً في خاطري، لأنَّ الأيام الأُولى في حياة أيِّ إنسانٍ هي بمثابة الجذور في دنيا النبات. كان ذلك في يومٍ من...
الذكرى – قصة قصيرة
أَحْسَستُ بقلبي يضطرب ويخفق بشدّة، مثل جناحَي عصفورٍ مذعورٍ، وأنا أَمدُّ يداً مرتعشةً إلى مطرقة الباب، فيشلُّها الخوف فلا تكاد تلمسها. لم يكُن أَحدٌ يدري ما وراء ذلك الباب الموصد دومًا، ولم يفضّ امرؤٌ سرَّ المرأة الوحيدة التي تقطن تلك الدار العالية الأسوار. فهي لا...
الرحيل – قصة قصيرة ا بقلم الدكتور علي القاسمي
الرحيلد. علي القاسمينقلا عن صحيفة المثقف عندما دخلتْ عليه وحدَها، تعوده في المُستَشفى، خلال الأسبوع الأخيرِ، من صراعه الخاسر المريرِ مع الموت، كان يطلُّ بعينَيْهِ المُتعَبتَيْن، عبر نافذةِ غرفته الكائنة في الطابق السابع، ليشاهد بشيء من الأسى والغصَّة، البحرَ الممتد...